

انسحاب مفاجئ.. واشنطن تبدأ نقل قواتها من عين الأسد وفكتوريا إلى أربيل ودولة عربية مجاورة

في تطور مفاجئ يحمل أبعادًا سياسية وأمنية بالغة الأهمية، كشفت مصادر سياسية لقناة سكاي نيوز عربية، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة اتخذت قرارًا بسحب جميع قواتها من قاعدتي عين الأسد وفكتوريا في العراق، في خطوة وصفت بأنها غير متوقعة وتسجل تحولًا جديدًا في مسار الوجود العسكري الأميركي داخل البلاد.
وأوضحت المصادر أن القوات الأميركية شرعت بالفعل في تنفيذ عملية النقل، حيث تم تحويل جزء من العناصر إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان، فيما جرى نقل قوات أخرى إلى إحدى الدول العربية المجاورة، من دون الكشف عن هويتها حتى الآن، ما يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن طبيعة الترتيبات الأمنية التي تسعى واشنطن إلى إرسائها في المرحلة المقبلة.
كما أفادت المصادر بأن الإدارة الأميركية أبلغت الحكومة العراقية نيتها تسريع عملية الانسحاب، من دون الالتزام بالجدول الزمني السابق المتفق عليه ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، الأمر الذي قد يضع العلاقات بين الجانبين أمام تحديات جديدة في ظل غياب خطة واضحة لمرحلة ما بعد الانسحاب.
ويأتي هذا القرار في وقت يتصاعد فيه الجدل السياسي والشعبي داخل العراق بشأن مستقبل القوات الأجنبية، حيث تطالب قوى سياسية مؤثرة بإنهاء الوجود العسكري الأميركي بشكل كامل، في حين تؤكد أطراف أخرى على أهمية استمرار التعاون الأمني مع التحالف الدولي لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية.
ويرى مراقبون أن الانسحاب الأميركي من قاعدتي عين الأسد وفكتوريا قد يترك فراغًا أمنيًا حساسًا في مناطق استراتيجية بالعراق، خصوصًا في ظل تعقيدات الوضع الإقليمي وتزايد النفوذ العسكري للفصائل المسلحة، ما قد يدفع حكومة بغداد إلى الإسراع في وضع إطار جديد لتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، بعد مرور أكثر من عقدين على الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
بهذا القرار، تدخل العلاقة بين بغداد وواشنطن مرحلة جديدة قد تعيد رسم خريطة التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، وسط ترقب لردود الفعل الداخلية والإقليمية على هذه الخطوة المفاجئة.
